يبنا
يبنا

بوابة يبنا

يبنا هي قرية تقع في محافظة الرملة، على بعد 15 كم جنوب غرب المدينة، وترتفع عن مستوى سطح البحر بمقدار 25 متراً. تأسست يبنا قبل خمسة آلاف سنة على يد الكنعانيين، وأطلقوا عليها اسم "يبني" الذي يعني "يبني الله". تغير اسمها مع الزمن إلى "يمنيا" تحت الحكم الروماني، ثم "إيبلين" في عهد الصليبيين، وأخيراً أصبحت تعرف بـ "يبنا" بالعربية.

 

تحتل يبنا موقعًا استراتيجيًا على تلة مرتفعة جنوب شرق مدينة يافا بحوالي 24 كم. تحيط بها أراضي قرى مثل النبي روبين، والقبيبة، وزرنوقة، وعرب صقرير، وبشيت، والمغار. كانت القرية محورًا مهمًا في شبكة المواصلات بفضل محطة سكة الحديد التي ربطت غزة باللد، والطريق العام الذي ربط غزة بيافا.

 

برزت يبنا كمدينة في التاريخ القديم، وذكرت في الكتاب المقدس كمدينة للفلسطينيين. في العهد الهلنستي، أصبحت مركزًا عسكريًا وإداريًا للمنطقة. وخلال الحكم الروماني، أمر غابينيوس، والي سوريا، بإعادة بنائها، مما جعلها مدينة ذات ميناء هام أكبر من ميناء يافا. وُهبت المدينة لاحقًا لهيرودس الكبير وشهدت ازدهارًا كبيرًا في عهده. في عام 663م، فتحها المسلمين بقيادة عمرو بن العاص، مما جعلها جزءًا من العالم الإسلامي.

 

في القرن التاسع عشر، وصف المبشر الأمريكي وليم طومسُن يبنا بأنها قرية كبيرة يسكنها حوالي 3000 مسلم يعملون في الزراعة.و في عام 1596، كانت القرية تدفع الضرائب على محاصيل متنوعة، بما في ذلك القمح والشعير، بالإضافة إلى تربية الماعز وخلايا النحل وكروم العنب.

 

من المعالم البارزة في يبنا جامع يبنا الكبير، الذي يُعتبر من الأماكن الأثرية القديمة. بُني المسجد على أساس كنيسة قديمة، وتم تجديده وبناء مئذنته في عام 1337م بأمر من الأمير بشتاك، وهو من مماليك الظاهر بيبرس. كان المسجد مركزًا دينيًا هامًا، يجتمع فيه أهالي يبنا لأداء الصلوات الخمس والجمعة والعيدين، ويأتي إليه المصلون من القرى المجاورة. كان الخُطَباء والمُدَرّسون في المسجد من خريجي الأَزهر الشريف، مثل الشيخ محمود طافش والشيخ محمد أبو بطنين.

خلال فترة الانتداب البريطاني، شهدت يبنا تطورات متعددة، بما في ذلك تأسيس مؤسسات تعليمية مثل "يشيفات كيرم بيفنيه".

في عام 1945، قُدر عدد سكان يبنا بحوالي 6,287 نسمة، بالإضافة إلى حوالي 1500 بدوي كانوا يعيشون حولها. كانت القرية تُعتبر من أكبر قرى قضاء الرملة، وقريبة من أن تكون بلدة. في 4 يونيو 1948، سيطر الإسرائيليون على يبنا خلال الحرب العربية الإسرائيلية، مما أدى إلى تغيير كبير في تاريخها وسكانها.

تأسست يبنا الحديثة أو "يافني" بالعبرية عام 1948 كمخيم مؤقت للمهاجرين اليهود، وسرعان ما تطورت إلى منطقة سكنية، وجذبت سكانًا متنوعين من مختلف أنحاء العالم.

اليوم، تتمتع يبنا باقتصاد حيوي بفضل الصناعات الرئيسية في التكنولوجيا والصناعات الدوائية. اذ تساهم شركات مثل "أورمات للصناعات" و"نظم الدفاع الجوي" و"ميرك" بشكل كبير في المشهد الاقتصادي للمدينة.