انتخابات بلدية القدس
بدأت عملية انتخابات بلدية القدس في العهد العثماني مع تأسيس البلدية عام 1863 كجزء من التنظيمات العثمانية، وهي سلسلة إصلاحات إدارية هدفت إلى تحسين إدارة المدن وتقديم الخدمات للسكان. خلال تلك الفترة، كانت الانتخابات محصورة على فئة صغيرة من السكان، حيث كان يُسمح بالمشاركة فقط للرجال الذين يمتلكون ممتلكات أو يدفعون ضرائب معينة. غالباً ما كان الأعضاء يتم اختيارهم من النخبة المحلية، بما في ذلك الشخصيات الدينية والتجارية المؤثرة، بينما كان رئيس البلدية يُعين مباشرة من قبل السلطات العثمانية.
كان الإعلان عن الانتخابات يتم عبر وسائل تقليدية، كإبلاغ السكان من خلال المساجد أو المنشورات الورقية البسيطة التي توزع في الأسواق. في كثير من الأحيان، كان الحاكم المحلي يشرف على العملية لضمان توافقها مع القوانين العثمانية. المرشحون كانوا عادة من نخبة المجتمع، ويتمتعون بسمعة طيبة وقدرة على تمويل حملاتهم بأنفسهم، التي غالباً ما اقتصرت على لقاءات شخصية مع الناخبين في الأسواق أو المساجد.
مع انتقال القدس إلى الحكم البريطاني بعد الحرب العالمية الأولى، شهدت المدينة تغييرات كبيرة في النظام البلدي. في البداية، تم تعيين لجنة مؤقتة لإدارة شؤون البلدية، قبل أن تُجري السلطات البريطانية أول انتخابات بلدية في عام 1927. هذه الانتخابات جاءت في إطار جهود الانتداب البريطاني لتنظيم الحياة المدنية، لكنها واجهت تحديات سياسية واجتماعية. اعتمد النظام الانتخابي حينها على تقسيم المقاعد بين الطوائف الدينية الرئيسية في المدينة: المسلمين والمسيحيين واليهود. على الرغم من هذه الترتيبات، فإن العملية الانتخابية أثارت الجدل، حيث قاطعتها بعض الفئات العربية اعتراضاً على السياسات البريطانية المتعلقة بالهجرة والتوطين.
نُشرت الإعلانات عن الانتخابات بشكل أوسع عبر الصحف المحلية، مثل صحيفة القدس وصحف أخرى ناطقة بالعربية والعبرية. شملت الإعلانات دعوة الناخبين المؤهلين للتسجيل، وتوضيح شروط الأهلية والتواريخ المحددة للإدلاء بالأصوات.
في فترة الانتداب، بدأت تظهر أيضاً أساليب أكثر تنظيماً لجمع الأصوات. أنشئت قوائم انتخابية تسجل الناخبين المؤهلين، وبدأت مراكز الاقتراع تُنظم بطريقة أكثر تنظيماً. ورغم هذه التطورات، كانت الانتخابات غالباً ما تشهد مقاطعات من قبل بعض الفئات، خاصةً العرب الذين اعترضوا على السياسات البريطانية المتعلقة بالهجرة اليهودية.
في عام 1948، ومع انتهاء الانتداب البريطاني، شهدت بلدية القدس تحولاً كبيراً. أصبحت المدينة مقسمة إلى جزأين: الجزء الغربي تحت السيطرة الإسرائيلية والجزء الشرقي تحت الإدارة الأردنية. أدى هذا الانقسام إلى إعادة تنظيم النظام البلدي في كلا الجزأين. في الجزء الغربي، أنشأت السلطات الإسرائيلية نظاماً بلدياً جديداً، بينما استمر النظام الأردني في إدارة الجزء الشرقي حتى عام 1967.
نوفر لكم في هذه البوابة بعض الملصقات واعلانات، كما نعرض لكم مجموعة عناوين مهمة لأحداث ذات علاقة في المنطقة في العصر العثماني و الانتدابي.