سور القُدس
تتمتع أسوار القدس بتاريخ غني يعود تاريخه إلى العصور القديمة، اذ تم تحصين ما كانت تسمى بيبوس خلال العصر البرونزي الأوسط. يبلغ طول الأسوار حوالي 4018 مترًا، ويبلغ متوسط ارتفاعها 12 مترًا. تم تشييد هذه الأسوار حول البلدة القديمة بالقدس بأمر من السلطان سليمان القانوني بين عامي 1537 و1541، وتم بناؤها على بقايا التحصينات القديمة. تحتوي الأسوار على 34 برج مراقبة وثمانية بوابات، سبعة منها مفتوحة حاليًا لحركة المرور، مع بوابتين صغيرتين أعاد علماء الآثار فتحهما.
وفي ظل الإمبراطورية الفارسية، أشرف زعيم القدس نحميا آنذاك على إعادة بناء الأسوار، وأقام دفاعات قوية بحسب روايات الكتاب المقدس. شهدت ما تسمى بفترة الهيكل الثاني مزيدًا من التوسعات، لا سيما في عهد الحشمونيين ولاحقًا هيرودس الكبير، الذي حصن المدينة ببناء الجدار الثاني.
خلال الفترة الرومانية، عانت أسوار القدس من الدمار والإهمال، خاصة بعد محاصرة المدينة عام 70 م. أعاد بعدها الإمبراطور الروماني هادريان بناء المدينة باسم إيليا كابيتولينا بدون جدران أو أسوار. لم يتم ترميم الجدران إلا في عهد دقلديانوس في أواخر القرن الثالث الميلادي. وجددت الإمبراطورة يودوكيا التحصينات في القرن الخامس، لكنها تضررت مرة أخرى بسبب الزلازل والغزوات، بما في ذلك الغزو الصليبي عام 1099 حتى دخول صلاح الدين الأيوبي عام 1187.
اتبعت أسوار القدس مخططات مختلفة خلال فترات الحكم المختلفة، كما اختلف عدد أبوابها. على سبيل المثال، في عهد الصليبيين، كان للبلدة القديمة أربعة أبواب، واحد على كل جانب. أما الأسوار الحالية فقد تم بنائها خلال الفترة العثمانية في عهد السلطان سليمان القانوني وتضمنت ستة أبواب. كما احتفظ العثمانيون بالعديد من البوابات القديمة كما كانت.
وفي عام 1887 ارتفع عدد البوابات الصالحة للاستخدام إلى سبعة مع إضافة بوابة جديدة. هناك أيضًا أربع بوابات تاريخية لا تزال مغلقة ولكن تم الحفاظ عليها جزئيًا: البوابة الذهبية المزدوجة في الجدار الشرقي، والبوابات الفردية والمزدوجة والثلاثية في الجدار الجنوبي. وقد اكتشف علماء الآثار عدة بوابات أخرى، بما في ذلك بوابة إسينيس على جبل صهيون. حتى عام 1887، كانت جميع البوابات تغلق عند غروب الشمس وتفتح عند شروق الشمس.
اليوم يحتوي السور 13 باباً، منها ثمانية أبواب مفتوحة وخمسة مغلقة. الأبواب الثمانية المفتوحة تشمل الأبواب الأصلية مثل باب العامود، باب الأسباط، باب الخليل، باب النبي داود، وباب الدمن، إضافةً إلى ثلاث فتحات أحدثت في السور وأصبحت تعرف فيما بعد كأبواب، وهي باب الساهرة، باب المغاربة، وباب الجديد.
أما الأبواب المغلقة، فهي خمسة: باب الرحمة، باب الجنائز، الباب المفرد، الباب المزدوج، والباب الثلاثي.
في هذه البوابة، تجدون بعض المواد الرقمية من صور وأخبار من الصحف الفلسطينية التاريخية في أرشيف جرايد.